19.09.2023 | المؤلفات : تاليا رحمة، شيماء، وسوليداد ماجنوني.
Read in English, Français and Español
في عام 2023، باشر القيمون على “مقهى اللغات” بتقييم هذه التجربة وإعادة التفكير في مساهمتها كمساحة للتواصل وللدعوة لتعلم لغات آخرى وبناء مهارات لغوية وتعزيز شمولية اللغة والعدالة اللغوية. في الأشهر الأخيرة من عام 2023، سننظم جلسات دردشة تعليمية، والتي ستعقد في قناة مخصصة على منصة “ماترموست” أوTeamCommUNITY MatterMost. في هذه الجلسات سوف ندعو أشخاصاً مميزين كي ييسروا معنا المحادثات حول قضايا ومواضيع مختلفة مثل: ترجمة اللغة التي تعزز مجتمعات التعلم؛ التكنولوجيا الرقمية التي تعزز شمولية اللغة؛ والجهود الجماعية والأصوات المهمشة في شمولية اللغة وغير ذلك الكثير.
جلسة الدردشة الأولى لمقهى اللغات: مهرجان موزيلا وشمولية اللغة
في جلستنا الأولى، استضفنا لورا فيدال، التي شاركت خلفيتها في مجال اللغة المدمجة -أو الشمولية- وتجاربها من خلال البودكاست ومهرجان موزيلا أو MozFest. حيث أن لورا تعمل في مجال اللغة الشمولية مع مهرجان موزيلا منذ عام 2021. كما إنها أيضًا دكتورة في التعلم غير الرسمي، وكذلك متخصصة في المجتمعات الرقمية عبر الإنترنت وتبادل الثقافات. وصفت لورا تجربتها مع مشاركين آخرين وباحثين “بالكواكب الفلكية” أثناء مناقشة استراتيجية مهرجان موزيلا. في هذا الحدث، بذل الفريق من خلال تنظيم ورشة عمل حول اللغة الشمولية وتصميم نسخة صوتية منها، ونشر إرشادات للغة المدمجة، والتدوين حول هذه العملية. إجابات لورا على أسئلة الدردشة الأولى متاحة على صفحة الويكي باللغات الإنجليزية والعربية والفرنسية والإسبانية، علماً أنه تم مشاركتها في بداية الجلسة كوسيلة بديلة لترجمة الجلسة التي انعقدت باللغة الإنكليزية.
في العمق
نلخص ههنا المحادثات التي نشأت جراء الدردشة في مقهى اللغات. هذا ويمثل هذا المقال جهدًا إضافياً لإتاحة التبادلات العفوية بين المشاركين بلغات مختلفة. خلال الدردشة، جرى التعريف باللغة المدمجة والشمولية كما تناول المشاركون قضايا اللكنة والتمييز وترجمة اللغة وتقسيم العمل في مجتمع حقوق الإنترنت الرقمي.
إذا ما هي اللغة المدمجة؟
وفقًا لدليل جامعة كوينزلاند لاستخدام اللغة المدمجة: “اللغة المدمجة تُظهر احترامًا وقبول جميع الأفراد من خلال تجنب الكلمات والعبارات أو الأصوات التي تستخدم للتقليل من شأن الأشخاص، أو إهانتهم، أو استبعادهم، أو وصمهم بناءً على انتمائهم الجماعي أو انتمائتهم الخاصة بهم. إنها تهدف إلى التواصل بطريقة شمولية ومحترمة، دون وجود قيود على حرية التعبير أو الامتثال للأوضاع السياسية. كما إنها تعترف بطابع اللغة المتطور وتشجع على تطبيق مبادئ اللغة المدمجة بدلاً من الاعتماد المفرط على العبارات الثابتة، حيث يمكن أن تتغير معاني اللغة والدلالات بسرعة عبر الزمن.”
تخللت مناقشة الدردشة التي أقيمت على قناة “ماترموست” شهادات من أمريكا اللاتينية إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا حول اللغة المدمجة وكذلك اللغة المستبعدة. ومن المؤكد، أن مصطلح “الشمولية” واسع النطاق ويغطي العديد من الجوانب الفرعية، ابتداءً من الإعاقات والجندر والبنى الاجتماعية، إلى التكامل والثقافة في نفس الوقت. فعلى سبيل المثال، رفضت الأكاديمية الفرنسية النمط غير المحايد من حيث الجنس (في عام 2017)، وهو الأمر الذي تم تأييده لاحقًا من قبل الحكومة الفرنسية (في عام 2021) بمنع رسمي عن استخدام تلك الأنماط، لاحقاً تم التقدم قليلاً بالسماح بتأنيث الألقاب والرتب والوظائف الرسمية.
الدمج أم الإقصاء؟
الشمولية أو الإدماج، مجال واسع من حيث التعريف، كحال اللغة نفسها حيث نقوم بتضمين اللهجات، واللكنات، والكتابة، والتعددية اللغوية، إلخ. من هذا الناحية، تلعب اللكنات والأصوات دورًا كبيرا في “استبعاد الأشخاص” أو على الأقل التمييز ضد الأفراد في الحياة اليومية. من جانب آخر، تعزز التكنولوجيا في العصر الرقمي هذا العقوبة على اللكنات التي لا تشبه السلطة الاستعمارية. كما تعمل وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي على تشجيع استبعاد اللغة، وهو ما يمكن مشاهدته في العديد من الحالات مثل البرامج الكوميدية في لبنان التي تسخر من الأشخاص الذين يتحدثون بالإنجليزية بغير طلاقة (وهذا شائع أيضًا بين مستخدمي إنستغرام وتيكتوك في مصر). يمكن أن تؤثر المشكلة أيضًا بشكل كبير على النوع الاجتماعي. إحدى جوانب العنصرية الدقيقة في لبنان على سبيل المثال هو تصوير “المثليين جنسياً” بأنهم يمتلكون نبرة صوتية أنثوية أو “مؤنثة”، فالعديد من البرامج الساخرة الشهيرة قد لجأت إلى مثل هذا النوع من الفكاهة.
في فنزويلا، كان هناك قسم كامل في عرض كوميدي مخصص للجاليات البرتغالية والكولومبية المهاجرة. في إسبانيا، تحاول الجاليات الأوروغويانية إخفاء لكنتها الأصلية. ومع ذلك، هذا ليس مقتصرًا على المهاجرين، يمكن أن يتعرض الأفراد للسخرية في بلادهم عندما يتحدثون بلهجة مختلفة عن اللهجة السائدة (غالبًا تكون لهجة العاصمة)، خصوصًا القادمين من المناطق الريفية أو المدن النائية. حيث يمكن أن يتم ترسيخ هذا الاستبعاد في أدوات التكنولوجيا، على سبيل المثال، كانت أداة التحرير الصوتي التلقائي “Hyperaudio” أقل قدرة على التعرف بشكل صحيح على اللكنات من الهند عند استخدامها في حملة No Minor Futures. والجدير بالذكر، يُسمى التمييز ضد اللكنات “جلوتوفوبيا” وفي فرنسا، على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي إلى عقوبة تصل إلى ثلاث سنوات في السجن و45000 يورو.
جنود الشمولية المجهولون
كما هو مذكور، فإن الشمولية اللغوية ليست عملية طبيعية وهناك العديد من المعارضين. وبناءً على ذلك، هناك العديد من الأشخاص الذين يعملون بجد خلف الكواليس لتحفيز التغيير. في مجتمع حقوق الإنترنت الرقمي، يعتمد العديد من الترجمات على متطوعين، الذين يستثمرون الوقت والموارد في جهد غالبًا ما يكون غير مرئي. كما أشير إليه من قبل فريق أمريكا اللاتينية في قمة LocalizationLab لعام 2021، فإن الترجمة تعتبر جوانب مهمة لفعالية الموارد والأدوات، على سبيل المثال، من خلال مواجهة التحيزات في الإعدادات الأكثر رفاهيةً. وعلاوة على ذلك، تستفيد حلول الترجمة من المنظمات القائمة في أوروبا وشمال أمريكا، والتي لا تتساوى من هذه المناطق في دعم الشركاء من بقية أنحاء العالم.وأخيرًا، دعونا نتذكر أن تعزيز الشمولية اللغوية ليس حلاً واحداً يناسب الجميع ولا يعني أن الشمولية ستحدث على أرض الواقع. ومع ذلك، العناصر الرئيسية التي يتم تجاهلها في كثير من الأحيان هي فتح المساحات للإبداع وتشجيع حرية التعبير، وكذلك التمويل المادي لدعم الجهود المحلية والدولية أمر أساسي لهذه الأمور، وذلك لتقليل استنساخ الهياكل التقليدية ذات الامتياز العال في المجتمعات.
ما التالي؟
لا تفوتوا محادثاتنا القادمة في مساحات اللغة لمواصلة الحديث حول الإجراءات التي يقوم بها مختلف الجهات في المجتمع لتعزيز الشمول الرقمي واللغات. كذلك، انضموا إلى قناة TeamCommUNITY MatterMost وقناة مقهى اللغات اللغة أو “Lingua Cafe” . واشتركوا في النشرة الإخبارية للاطلاع على آخر المستجدات.
هل تزوروا البرتغال في سبتمبر؟ انضم إلى محادثات مقهى اللغات في تجمع فيرا Global Gathering Feira.